Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

 

تفكر

التفكر أو التأمل[1] تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب. وقيل: هو إحضار ما في القلب من معرفة الأشياء. وقيل: هو العبارة عن الشيء بأسهل وأيسر من لفظ الأصل.[2]

التفكر أو التدبر أو إمعان الفكر أو الاستبصار هو إطلاق الفكر والعقل في أمر أو شيء ما. وهو وفق مفاهيم التصوف تصرّف القلب بالنظر في الدلائل.[3]

يعد التدبر وفق المفهوم الديني أحد أنواع الصلوات والتأمل في الكون.

التعريف

لغةً

الفِكر : إعمالُ الخاطِر في الشيء . قال الجوهري : التفكر : التّأمُّلُ، والاسمُ الفِكْرُ، والمصدر الفَكْرُ، بالفتح.[4]

اصطلاحًا

قال ابن القيم في تعريف الفكرة في ( منزلة الفِكرة ) : (( تحديق القلب إلى جهة المطلوب التماسًا له ))[5] ،وقال الشرباصي : (( التفكر بالمعنى الأخلاقي الإسلامي القرآني : هو أن ينظر الإنسان في الشيء على وجه العبرة والعظة، لتقوية جوانب الخير والصلاح، ومقاومة دواعي الشر والفساد ))[6] ،قال القرطبي في تفسير قولـه تعالى : ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (( التفكر في قدرة الله تعالى ومخلوقاته والعِبر الذي بث، ليكون ذلك أزيد في بصائرهم : وفي كل شــيءٍ له آيةٌ تدُلُّ على أنَه واحـدُ )).[7] وقال ابن عثيمين : (( التفكُر هو أن الإنسان يُعمل فكره في الأمر حتى يصل فيه إلى نتيجة )).[8]

المصطلحات والألفاظ المقاربة

التدبر - التذكر - الاعتبار - النظر - التأمل - البصر .

قال الغزالي في الإحياء : ((أماالتدبر والتأمل والتفكر : فعبارات مترادفة على معنى واحد ليس تحتها معانٍ، وأما اسم التذكر والاعتبار والنظر، فهي مختلفة المعاني وإن كان أصل المسمى واحد )).[9] ومع وجود الاختلاف في معنى الاعتبار والنظر إلا أن النظر قد يطلق - أحيانًا - ويُراد به الاعتبار .قال الدامغاني :(( في الوجه الثالث لمعنى النظر في كتاب الله ] النظر : الاعتبار، وقولـه تعالى في سورة الغاشية:﴿أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ أي ((أفلا يعتبرون )).[10] ولعل هذا هو المعنى المشترك الذي تتضمنه كل كلمة منها، والذي أشار إليه ابن القيم[11] فذكر أن التفكر والتذكر والنظر والتأمل والاعتبار والتدبر والاستبصار معانٍ متقاربة تجتمع في شيء وتفترق في آخر .[12]

حكم التفكر ومشروعيته[13]

قد أمر الله - عز وجل - بالتفكر في مخلوقاته والتأمل في بديع صنعه والنظر في آياته الشاهدة على وجوده ووحدانيته . قال - عز وجل :﴿أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، قال القرطبي - - :(( استدل بهذه الآية - وما كان مثلها من قوله تعالى : ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وقوله تعالى : ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا،من قال بوجوب النظر في آياته والاعتبار بمخلوقاته . قالوا : وقد ذم الله - تعالى - من لم ينظر، وسلبهم الانتفاع بحواسهم فقال تعالى : ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا.[14] وسواء قيل بالوجوب أم بالاستحباب فإن الإعراض عن هذه العبادة - بلا شك - مصيبة، إذ إنها إشارة إلى غفلة القلب وإعراضه عن ربه، وقد جعل اللهُ - عز وجل - الإعراض عن التفكر عقوبة من العقوبات التي تلحق المتكبرين والحائدين عن طريق الحق، قال تعالى : ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ. قال الإمام الطبري : (( سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي، قلوب المتكبرين عن طاعتي، عقوبة لهم على تكبرهم، فهم عن الاعتبار والادِّكار مصروفون ))[15]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ مجدي وهبة؛ كامل المهندس (1984)، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب (ط. 2)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، ص. 85، OCLC:14998502، QID:Q114811596
  2. ^ تعريفات الجرجاني
  3. ^ تدبر في قاموس المعاني نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ لسان العرب ، لابن منظور ، ج 5 ، ص 3451 ، دار المعارف
  5. ^ تهذيب مدارج السالكين ، ص 105 ، ابن القيم ، دار السوادي
  6. ^ موسوعة أخلاق القرآن ، للشرباصي ج 2 ، ص 226
  7. ^ الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، ج4 ، ص 313 .
  8. ^ شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، ج2 ، ص 536 .
  9. ^ الإحياء ، للغزالي ، ج 4 ، ص 426 ، ، للتوسع انظر الفروق التي أوردها بين معاني التذكير والاعتبار والنظر
  10. ^ قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، الدامغاني ، ص 459 ، دار العلم للملايين ، ط3
  11. ^ مفتاح دار السعادة ، ج1 ، ص 182 ، دار الفكر(العبارة بتصرف)
  12. ^ كتاب الرائد ،ج1 ص 206
  13. ^ كتاب الرائد دروس في التربية والدعوة ،ج1 ،ص205
  14. ^ الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، ج 7 ، ص 2310 - 331
  15. ^ مختصر تفسير الطبري ، للصابوني ، ج 1 ، ص 283 ، دار القرآن الكريم ، ط 1 .
Kembali kehalaman sebelumnya


Index: pl ar de en es fr it arz nl ja pt ceb sv uk vi war zh ru af ast az bg zh-min-nan bn be ca cs cy da et el eo eu fa gl ko hi hr id he ka la lv lt hu mk ms min no nn ce uz kk ro simple sk sl sr sh fi ta tt th tg azb tr ur zh-yue hy my ace als am an hyw ban bjn map-bms ba be-tarask bcl bpy bar bs br cv nv eml hif fo fy ga gd gu hak ha hsb io ig ilo ia ie os is jv kn ht ku ckb ky mrj lb lij li lmo mai mg ml zh-classical mr xmf mzn cdo mn nap new ne frr oc mhr or as pa pnb ps pms nds crh qu sa sah sco sq scn si sd szl su sw tl shn te bug vec vo wa wuu yi yo diq bat-smg zu lad kbd ang smn ab roa-rup frp arc gn av ay bh bi bo bxr cbk-zam co za dag ary se pdc dv dsb myv ext fur gv gag inh ki glk gan guw xal haw rw kbp pam csb kw km kv koi kg gom ks gcr lo lbe ltg lez nia ln jbo lg mt mi tw mwl mdf mnw nqo fj nah na nds-nl nrm nov om pi pag pap pfl pcd krc kaa ksh rm rue sm sat sc trv stq nso sn cu so srn kab roa-tara tet tpi to chr tum tk tyv udm ug vep fiu-vro vls wo xh zea ty ak bm ch ny ee ff got iu ik kl mad cr pih ami pwn pnt dz rmy rn sg st tn ss ti din chy ts kcg ve 
Prefix: a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v w x y z 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9