تصميم مستدامالتصميم المستدام بيئيًا (كذلك يُطلق عليه التصميم الواعي بالبيئة أو التصميم الإيكولوجي وما إلى ذلك) هي فلسفة تصميم الأشياء المادية، والبيئة المبنية، والخدمات للامتثال لمبادئ الاستدامة البيئية. نظرياًالقصد من بدء التصميم المستدام هو «القضاء على الآثار البيئية السلبية بالكامل من خلال التصميم الماهر والحساس».[1] تتطلب مظاهر التصميم المستدام موارد متجددة والتأثير على البيئة بأقل ما يمكن وربط الناس بالبيئة الطبيعية. «لا يعاني البشر من مشكلة التلوث بل مشكلة في التصميم، إذا كان للبشر أن يصمموا المنتجات والأدوات والأثاث والمنازل والمصانع والمدن بذكاء أكبر منذ البداية فلن يحتاجوا حتى للتفكير فيما يتعلق بالهدر أو التلوث أو الندرة. التصميم الجيد من شأنه أن يتيح الوفرة وإعادة الاستخدام اللامتناهية والسرور» –ذا أبسايكل، من قبل المؤلفين مايكل براونجارت وويليام ماكدونو، 2013. تتخذ القرارات المتعلقة بالتصميم في كل مكان يومياً مما يؤثر على التنمية المستدامة أو توفير احتياجات الأجيال القادمة من الحياة على الأرض. ترتبط الاستدامة بالتصميم ارتباطاً وثيقاً. فالأمر ببساطة أن ما نصممه هو مستقبلنا. يشير مصطلح «التصميم» هنا إلى الممارسات المطبقة في صنع المنتجات والخدمات وكذلك إستراتيجية الأعمال والابتكار وكل ذلك يخدم الاستدامة. يمكن اعتبار الاستدامة بمثابة خاصية للاستمرارية إذ ان ما هو مستدام يمكن أن يستمر للمستقبل.[2] مشاكل مفاهيميةالعوائد المتناقصةيتضح مبدأ أن جميع اتجاهات التقدم تنفذ وتنتهي بتناقص في الإنتاجية في المنحنى إس النموذجي لدورة حياة التقنية وفي العمر الإنتاجي لأي نظام كما نوقش في علم البيئة الصناعي وتقييم دورة الحياة. الإنتاجية المتناقصة هو نتيجة لبلوغ الحدود الطبيعية. تتمثل الممارسة الشائعة لإدارة الأعمال في قراءة الإنتاجية المتناقصة في أي اتجاه للجهود على أنها إشارة على تناقص الفرص وإمكانية تسارع التراجع وإشارة إلى ضرورة البحث عن فرص جديدة في أماكن أخرى. (انظر قانون الإنتاجية المتناقصة ومنفعة حدية ومفارقة جيفونز) الاستثمار غير المستدامهناك مشكلة عندما يصعب تحديد حدود المورد لذا فإن زيادة الاستثمار كاستجابة إلى الإنتاجية المتناقصة قد يبدو مربحاً كما في تراجيديا المشاع ولكن قد تؤدي إلى انهيار. كما دُرست قضية زيادة الاستثمار في الإنتاجية المتناقصة فيما يتعلق بأسباب انهيار الحضارة من قبل جوزيف تاينتر وغيره.[3] ساهم هذا الخطأ الطبيعي في سياسة الاستثمار في انهيار كل من الإمبراطورية الرومانية وحضارة المايا وغيرها.[4] منع النفاياتيُنتج ما يعادل 80 مليون طن من النفايات في المملكة المتحدة وحدها كل عام مثلاً.[5] وبالإشارة إلى النفايات المنزلية وحدها فبين عامي 1991/1992 و2007/2008 أنتج كل شخص في إنجلترا ما معدله 1.35 رطل من النفايات تقريباً كل يوم.[6] أظهرت التجربة إلى الآن أنه لا توجد طريقة آمنة بالكامل للتخلص من النفايات. فجميع أشكال التخلص لها آثار سلبية على البيئة والصحة العامة والاقتصادات المحلية. فقد تسببت مدافن النفايات في تلويث مياه الشرب. وتسببت القمامة المحروقة في المحارق في تلويث الهواء والتربة والماء. وتغير غالبية أنظمة معالجة المياه من البيئة المحلية. وقد فشلت جميع محاولات التخلص من النفايات بعد إنتاجها في القضاء على الآثار البيئية الناتجة عن ذلك. تشكل المكونات السامة للمنتجات المنزلية مخاطر صحية حقيقية وتفاقم مشكلة القمامة. ففي الولايات المتحدة، يحتوي حوالي ثمانية أرطال من كل طن من القمامة المنزلية على مواد سامة مثل الفلزات الثقيلة كالنيكل والرصاص والكادميوم والزئبق من البطاريات والمركبات العضوية الموجودة في المبيدات الحشرية والمنتجات الاستهلاكية مثل معطر الجو وطلاء الأظافر والمنظفات وغيرها من المنتجات.[7] السبيل الوحيد لتجنب المخاطر البيئية الناجمة عن النفايات هي منع إنتاج النفايات من الأساس. منع التلوث يعني تغيير طريقة إجراء الأنشطة والقضاء على مصدر المشكلة. هذا لا يعني الاستغناء عنها بل يعني القيام بها بطريقة مختلفة. على سبيل المثال، منع النفايات الملوثة الناجمة عن حاويات المشروبات القابلة للتصرف لا يعني الاستغناء عن المشروبات بل استخدام زجاجات قابلة لإعادة التعبئة. إستراتيجيات منع إنتاج النفايات عند التخطيط للمرافق هي إستراتيجية تصميم شاملة لمنع تشكل النفايات الصلبة. تتطلب الإستراتيجية الناجحة لمنع تشكل القمامة إعادة تدوير كل شيء يُحضر إلى المرفق لإعادة استخدامه أو تدويره مرة أخرى في البيئة من خلال التحلل الحيوي. هذا يعني زيادة الاعتماد على المواد الطبيعية أو المنتجات التي تتوافق مع البيئة. أي تطوير متعلق بالموارد سيكون له مصدرين رئيسيين للنفايات الصلبة: المواد التي تُشترى وتُستخدم من قبل المنشأة وتلك التي يجلبها الزوار إلى المنشأة. تنطبق إستراتيجيات منع النفايات التالية على كليهما على الرغم من الحاجة إلى طرق تنفيذ مختلفة:[8]
تغير المناخربما يعزى العامل المحرك الطاغي الأكثر وضوحاً فيما يتعلق بالتصميم البيئي الواعي المستدام إلى ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. زاد الإحساس بالخطر المهيمن على الإنسانية جمعاء حالياً من الضرورة لاتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ متعددة الجوانب في السنوات الثلاثين الماضية. يمكن أن يعزى تغير المناخ إلى عدة أخطاء. والتصميم غير المناسب الذي لا يأخذ البيئة بعين الاعتبار هو واحد منها. في حين بدأت العديد من الخطوات في مجال الاستدامة فلا تزال معظم المنتجات والصناعات والمباني تستهلك الكثير من الطاقة وتسبب الكثير من التلوث. فقدان التنوع الحيوييؤثر التصميم البيئي غير المستدام أو التصميم بحد ذاته على التنوع الحيوي للمنطقة. فالتصميم غير الصحيح لطرق النقل السريع يُجبر آلاف الحيوانات على التوغل بشكل أكبر ضمن مساحات الغابات. وتؤثر السدود المائية المصممة بشكل سيء على دورة التزاوج وبشكل غير مباشر على أعداد الأسماك المحلية. مبادئ التصميم المستدامفي حين يختلف التطبيق العملي بين التخصصات فإن بعض المبادئ الشائعة هي كما يلي:
وثيقة حقوق الكوكبيُمثل نموذج مبادئ التصميم الجديدة الضرورية للاستدامة من خلال «وثيقة حقوق الكوكب» أو «مبادئ هانوفر»، التي طورها ويليام ماكدونو في معرض إكسبو عام 2000 للمهندسين المعمارين، والذي عُقد في هانوفر في ألمانيا. وثيقة الحقوق:
التصميم الاقتصادي والاجتماعي المستدامالتصميم المستدام بيئيا هو الأكثر فائدة عندما يستخدم بالتعاون مع نظيرين آخرين للتصميم المستدام - التصاميم الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. هؤلاء المصطلحات الثلاث يتم في الغالب صياغتهم تحت عنوان «خط القاع الثلاثي.» إنه لمن الضروري أن نفكر في القيمة ليس فقط في المصطلح المالي أو الاقتصادي ولكن أيضا فيما يتعلق بـرأس المال الطبيعي (المحيط حيوي وموارد الأرض), رأس المال الاجتماعي (المعايير والشبكات التي تمكّن العمل الجماعي), رأس المال البشري (المجموع الكلي للمعرفة، الخبرات، الملكية الفكرية والعمل المتاح للمجتمع).[2] رأس المال الاقتصادي البحت الذي يسعي إليه الكثير من الناس والمنظمات، ويتخذون القرارات من خلاله لا يكونون في الغالب مهيئين لهذه الأشكال البديلة لرأس المال. من أجل التصميم المدام هنالك حاجة لتغيير طريقة تفكيرنا عن القيمة كسكان لكوكب الأرض. في بعض البلدان، مصطلح التصميم المستدام معروف بالتصميم الإيكولوجي أو التصميم الأخضر أو التصميم البيئي. فيكتور بابانيك، تقبل التصميم الاجتماعي، الجودة الاجتماعية والجودة البيئية، لكنه لم يقم صراحة بجمع مجالات التصميم هذه في مصطلح واحد. التصميم المستدام والتصميم من أجل الاستدامة هم أكثر المصطلحات شيوعا بما فيه خط القاع الثلاثي (الناس، الكوكب والربح). في الاتحاد الأوروبي، مفهوم التصميم المستدام يشير إلي تصميم البيئة. مناقشات صغيرة حدثت حول أهمية هذا المفهوم خلال الفترة التي تسبق حزمة الإقتصاد الدائري، لدرجة أن المفوضية الأوروبية سوف تجتمع بحلول نهاية عام 2015. لهذا الغرض، حملة Ecothis.eu تم إطلاقها لرفع الوعي حول العواقب الاقتصادية والبيئية لعدم تضمين تصميم البيئة كجزء من حزمة الاقتصاد الدائري. انظر أيضًامراجع
|