محمد محروس المدرس
الشيخ محمد محروس بن عبد اللطيف المدرس الأعظمي (1941 - 2022)، هو أستاذٌ وفقيهٌ عراقي، يرجع نسبهُ إلى قبيلة طيء القحطانية ويُطلق عليه البعض لقب «شيخ الحنفية في بغداد». ولادته ونشأته![]() ![]() ولد الشيخ محمد محروس في الأعظمية في مدينة بغداد عام 1360هـ/1941م، وأكمل تحصيله الدراسي من كلية الحقوق في جامعة بغداد عام 1963م، وعمل بعد تخرجهِ في المحاماة لغاية عام 1965، ثم دخل دورة إعداد مدراء النواحي في عام 1965، وشغل منصب مدير ناحيَّة من عام 1965 إلى عام 1967، ثم عمل موظفاً حقوقياً في شعبة الحقوق بديوان وزارة الداخليَّة. وبعدها سافر إلى مصر وحصل على شهادة دبلوم شريعة من جامعة القاهرة في كلية الحقوق عام 1968م، ثم شهادة الماجستير في الفقه المقارن من جامعة الأزهر في كلية الشريعة والقانون عام 1969م، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن بمرتبة الشرف من جامع الأزهر عام 1976م، وهو من أساتذة وشيوخ بغداد المعروفين، وألتزم التدريس في كلية الإمام الأعظم للدراسات الإسلامية في جامع أبي حنيفة، عامي 1977 و1978م، وكذلك في كلية القانون بجامعة بغداد. ودرس مادة الفقه الجنائي الإسلامي في كلية الشرطة العراقية للعام الدراسي 1988 - 1989م. كما اجتهد في تدريس علوم: الفقه، وأصول الفقه الحنفي، وأصول الفقه الشافعي، وعلم القواعد الكليَّة، ولعدة سنين في دورات منتدى الإمام أبي حنيفة، وفي المدرسة الوفائيَّة الدينيَّة، وبصورة طوعية بعد أوقات الدوام الرسمي، حيث كان هو متولي المسجد والمدرسة. وشارك في التدريس في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، واعتباراً من 22 شباط 2002م، كما شارك عضوا مناقشا في العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، والإشراف على الرسائل العلمية وعلى بعض الرسائل في الجامعة الإسلامية العالمية. وشارك أيضا في مؤتمرات علمية إسلامية، في: العراق، والبحرين، والكويت والسعودية، والأردن، والهند، ولهُ مشاركة في الندوات التلفازية، والأحاديث الإذاعية وهو عضو دائم في مجمع الفقه الإسلامي الهندي، وكان رئيساً لجمعية منتدى الإمام أبي حنيفة في الأعظمية لما يقرب من عشر سنوات، ولهُ الكثير من المؤلفات والرسائل العلمية والكتب والمقالات.[2] فترته في البحرينفي منتصف العقد الأول وبسبب أوضاع العراق السيئة حينها، عاش محمد محروس المدرس في البحرين وقد درس في معاهد ومن عديدة وكون صداقات متنوعة من مشايخ البحرين وعاش في مدينة الرفاع.كان يدرس كاستاذ (بروفيسور) في كلية الحقوق، جامعة البحرين لفترة بعد ان يذهب إلى الشام ويعود بعدها إلى العراق ليستقر من جديد. ذكر في كتابه مشايخ القند في آل العلقبند عن إشتياقهِ للعراق في فترته في البحرين حتى أنه كتب أبيات شعرية عن البحرين مستذكرا بغداد والعراق بنخيلها وشواطئها وبرها وأنهارها. ترأسه لحملة الحج العراقية في السبعيناتكان الشيخ محمد محروس رئيساً لحملة الحج العراقية في عقد السبعينات وقابل حينها الملك خالد كممثل للحجاج العراقيين. من مؤلفاته![]() الشيخ محمد محروس المدرس لهُ مؤلفات عديدة، ومنها:[3]
وفاتهتوفي الشيخ محمد المدرس في دارهِ بالأعظمية ببغداد يوم الخميس 9 رجب 1443 هجريًا الموافق 10 شباط (فبراير) 2022 ميلاديًا، عن عمرٍ ناهز 81 عامًا. بحثه في المذهب الحنفي![]() ![]() ترك الشيخ المدرس إرثا من البحوث في المذهب الحنفي بكتبه ودروسه ومقالاته وتوجهاته السياسية، وعرف عن العلامة المدرس وسطيته ومقبوليته ليس فقط من جميع الجهات السنية، وإنما عند المرجعيات الشيعية أيضا، إذ نعته مدرسة «الإمام الخالصي» في مدينة الكاظمية، وقال بيان عن المدرسة إن العراق فقد «قامة علمية شامخة»، مؤكدا بأنه «من العلماء الأفذاذ الذين قضوا حياتهم في العلم والعمل منذ نشأتهم وحتى آخر لحظات حياتهم». وأشار البيان إلى أن الراحل «كان ممن جابهوا ظلم الأنظمة الجائرة وعُذّب وأُذي حتى ظهر ذلك في جسده وتحمل الأذى حتى سقط نظام البعثي، ولكنه ثبت ولم يخدع بالبدائل المزيفة، فرفض مشروع الاحتلال (الأميركي عام 2003) ومخططاته، فلم ينزلق إلى طائفية حقيرة، أو خديعة سيئة، ولا محاصصة تافهة أو عملية سياسية فاسدة». وأضاف «لقد أدى الراحل دور العلماء والصالحين متمسكا بنهج الأئمة الهداة المهديين ممن عاش في كنفهم وقرأ محنتهم كالإمام الكاظم، وممن عاش محنته مع حكّام الملك العضوض فسار على نهجهم وتابع مسيرتهم في العلم والدين كالإمام أبي حنيفة النعمان، حيث كان الفقيد من أبرز حملة الفقه الحنفي ومدرسيه في هذا الزمان». وقال أيضا أن المدرس «كانت له علاقات تاريخية مع علماء مدرستنا منذ عقد الستينيات، فكان مع أخينا الأكبر والعلامة المرجع الشيخ محمد مهدي الخالصي في كلية الحقوق ببغداد»، وظلت هذه العلاقة إلى أيامه الأخيرة، كما تواصل مع علماء الحوزة العلمية في النجف وكربلاء وبغداد والكاظمية والعراق عموما. المصادر
|