أزمة منتصف العمر السياسيةأزمة منتصف العمر السياسية هي نقطة تحول أو لحظة فاصلة في حظوظ كيان الحكم مثل الإمبراطورية أو الأمة أو العصبة أو الحزب السياسي أو التحالف الدولي. طور المفكر العربي ابن خلدون (1332-1406) هذا المفهوم لأول مرة، إذ قارن انتكاس وضع الفرد بعد بلوغه سن الأربعين، مع الانتكاس المستقر الذي يحدث في عهد السلالة الحاكمة.[1] في الآونة الأخيرة، استخدم العالم السياسي جوشوا إس غولدستين هذا المفهوم في كتابه الذي صدر عام 1988، «دورات طويلة: الازدهار والحرب في العصر الحديث». تحدث أزمة منتصف العمر السياسية بعد عصر ذهبي طويل من التوسعية، التفاؤل، التقدم الاقتصادي، الفتح، أو أي إنجاز آخر، وعادةً ما تتميز بهجمات أو تهديدات ضد قوة منافسة. تُصد الهجمات بقوة، وتنتهي بمأزق سياسي أو بهزيمة. توازي أزمة منتصف العمر السياسية «أزمة منتصف العمر» التي تصيب شخصًا في منتصف العمر وتؤثر على هويته وثقته بنفسه، والتي تنجم عن الشيخوخة أو حالة وفاة وأي مشاكل ملحوظة في التحصيل الحياتي. تستخدم أزمة منتصف العمر السياسية مفاهيمًا مثل «الكائن الاجتماعي» و«الجهاز السياسي»، والتي تنظر إلى مجتمع بشري كامل ككائن حي فريد وصخم. تاريخ المفهوموضع ابن خلدون، في كتابه مقدمة ابن خلدون (1377)، نظرية عامة لصعود وسقوط الأنظمة. يؤسس الفاتح الذي لا يرحم وصاحب «الشخصية الصحراوية» سلالة حاكمة جديدة. على مدى عدة سنوات، تتمكن السلطة الملكية والعصبية (التماسك الاجتماعي) من «التوسع إلى أقصى حد». ثم تصل إلى نقطة تحول كما يحدث في حياة الفرد. حسب ابن خلدون، عندما يصل الرجل إلى سن الأربعين، يتوقف عن النمو بشكل طبيعي، ثم يبدأ بالانتكاس وينطبق الأمر نفسه على ثقافة الحضارة المستقرة. تعزز ثقافة الأسرة الجديدة المستقرة حب الرفاهية والفخامة. تزداد الضرائب على المواطنين ويكتسبون «عادة التبعية».[2] يدمر الحكام حقوق الملكية ويصبحون ضعفاء ومحتالين ومنقسمين. أخيرًا، بعد ثلاثة أجيال - أي ما يعادل عمر الإنسان - تصبح السلالة الحاكمة «هرمة وقسرية».[3] قد يحدث «بزوغ مشرق أخير للقوة»،[4] لكن انهيار السلالة أمر لا مفر منه. ثم تتولى سلالة جديدة الحكم وتستمر الدورة. يقول ابن خلدون: «هذا الهرم مرض مزمن لا يمكن علاجه، لأنه شيء طبيعي».[5] في عام 1988، قدم جوشوا إس غولدستين مفهوم أزمة منتصف العمر السياسية في كتابه عن «نظرية الدورة الطويلة»، بعنوان دورات طويلة: الازدهار والحرب في العصر الحديث، والذي يطرح أربعة أمثلة على العملية:[6]
انظر أيضًامراجع
|