Share to: share facebook share twitter share wa share telegram print page

 

أرشيف

الأرشيف أو الربائد ومفردها رُبيدة، وهو مجموعة من الوثائق مهما كان شكلها أو وعاؤها، التي تم إنشاؤها أو تلقيها من قبل فرد مادي أو معنوي أو مؤسسة أو منشأة خاصة أو عامة، في إطار إنجازها لأنشطتها.

لغويًا

الرَّبيدةُ - مفردها رَبيدةُ، وجمعها: رَبَائِدُ. [ ر. ب. د ].: ما يصان فيه الكتب والسجلات.[1] يطلق مصطلح رَبَائِدُ الْمَكْتَبَةِ ": مَا تُصَانُ فِيه الكتُبُ والسِّجِلاَّتُ.[2]

أما كلمة «الأرشيف Archives»:- تشير إلى «Arkhè-أرخ»، بالمعنى الناموسي، والذّي يفيد بمعنى البدء «Commencement» والأمر «Commandment» بآن معًا. هذه الكلمة تدمج ظاهريًّا وفقًا للطبيعة أو للتاريخ، وأيضًا إلى لقانون (الناموس) حيث يأمر البشر والآلهة، في مكان تمارس السلطة والنظام الاجتماعي، تمامًا حيث يصدر منه الأمر.[3]

إن معنى أرشيف، يأتي من الكلمة اليونانية «Archeion-أرخيون» والتّي تعني أساسًا: «بيت، مسكن، عنوان، كما تُشير إلى مبنى الإدارة أو مكتب رئيس القضاة أو مجلس الشيوخ وفي المدن الصغيرة كانت تطلق على مجلس البلدية أو مجلس المدينة».[4]

الأرخونات «Archons» أولئك الذين يصدرون الأوامر، أو من يتولّون منصب السلطة، وبالتالي يُطلق عليهم ب«حرّاس الوثائق».

مفهوم الأرشيف

اللفظة أرشيف، كلمة لاتينية أصلها «أرشيفوم» مأخوذة من الكلمة اليونانية «أرخيا» التي كانت في بداية استخدامها تشير إلى الوثائق المتعلقة بتاريخ عائلة أو فرد أو مجموعة. ومع مرور الوقت، وتطوّر المفاهيم والمصطلحات، توسّع المعنى ليشمل مجموع الوثائق الّتي يتم اخراجها من التداول وتخزينها في مكان معيّن تحت سلطة أفراد أو مؤسسات.

إن وظيفة الأرشيف الأرخونيّة لا تقتصر في أن يكون الأرشيف مودعًا في مكان ما تحت تصرّف سلطة تأويليّة شرعيّة، بل يجب أن تقترن القدرة الأرخونية هذه على مبدأ الاستيداع، أي مبدأ ضم وتجميع -"جمع الوثائق معًا" «Gathering together»، والذي يهدف إلى تنسيق الوثائق ضمن جسم واحد، وفق نظام أو ترتيب زمني، بحيث تبرز كلّ العناصرفي شكل مثاليّ وموحد ومتكامل. في الأرشيف ينبغي ألّا يكون أي انفصال مطلق، أو تغاير«Heterogeneity» أو سر من شأنه أن يؤدي إلى فصل أو تفريق الوثائق «Secernere»، أو تقسيمها بشكل مطلق. إن وجود تغاير أو فصل مطلق يشكّل تهديدا في المبدأ الأرخوني، ويهدد حتّى امكانية الاستيداع لما يحمله من تبعات خطيرة لنظرية الأرشيف، وتطبيقاتها الممأسسة.[5]

أقسام وأصناف الأرشيف

يقسم الأرشيف إلى نوعين رئيسيين هما: الأرشيف العام والأرشيف الخاص.

الأرشيف العام: يتكون من مختلف الوثائق التي تنتجها أو تتوصل بها هيئات الأحزاب والدولة والجماعات المحلية.

الأرشيف الخاص: يشمل الوثائق التي يمتلكها الأفراد، العائلات، المؤسسات، أو المنظمات غير الحكومية.

إن تقسيم الأرشيف إلى فئات متعددة يعتمد بشكل أساسيّ على حجم وأهمية المجموعات الأرشيفية، بالإضافة إلى الأماكن المناسبة لحفظها وكفاءة الإدارة الارشيفية ودقة تنظيمها. وتبعا لذلك، يتم تصنيف الأرشيفات إلى الفئات التالية:

  1. الأرشيف التاريخي
  2. الأرشيف القضائي
  3. أرشيف الأدب والفنون
  4. الأرشيف السياسي
  5. الأرشيف الإداري
  6. الأرشيف العسكري
  7. الأرشيف السري
  8. أرشيف الخرائط والأطالس

حمى الأرشيف؛ جاك دريدا

ينظر دريدا إلى الأرشيف، الذّي يسميه "حمى الأرشيف: انطباع فرويدي": نتيجة رغبته القهرية في حفظ المستندات والوثائق، بهدف حمايتها من الضياع والخسارة. هذه الرغبة تنبع من الحاجة إلى حفظ وحماية المعرفة، وكذلك السلطة والتاريخ في مكان تمارس فيه السلطة الحاكمة، والنظام الاجتماعي وهو ما يسمّى بحراس الوثائق، الذين يضمنون حماية المؤسسة والمقرّ، وفي الوقت ذاته يكونون حاملين للسند للمادة. يعتبر دريدا الوثائق محلّ سلطة، كونها أماكن استيداع تحمل آلية للتذكّر.[5]

العنف الأرشيفي الإسرائيلي: التحكّم بالذاكرة وتزوير التاريخ الفلسطيني[6]

في إطار مصطلح "العنف الأرشيفي" كما قدّمه دريدا، يسلّط الضوء على الطرق التّي يتم من خلالها استخدام الوثائق الأرشيفية التاريخية كأداة لتحقيق الهيمنة والسلطة وفرض السيطرة من خلال القمع والقوة السياسية، يهدف هذا الاستخدام إلى تشكيل المعرفة، وتحريف الحقائق في الأرشيف لصياغة الذاكرة الجمعية وتحريفها، عبر المستندات والوثائق الارشيفيّة التّي تم نهبها خلال حرب ١٩٤٨ (النكبة) -أنموذجا- من القرى والمدن التّي تم الاستيلاء عليها لاحقًا لصالح أجندات سياسية اسرائيلية، بهدف تشكيل هوية جمعية تخدم مصالحهم، وتقديم فهم مزوّر للتاريخ استنادًا إلى الأساليب الحاكمة، والأدوات السلطوية. حتى اليوم، لا يزال أرشيف الدولة في اسرائيل المتعلّق في القرى والمدن المهجّرة في حالة حجب مستمرّة منذ عام ١٩٤٨.[7]

أهمية الأرشيف في الحفاظ على الذاكرة الجمعيّة

يساهم الأرشيف في الحفاظ على الذاكرة الجمعيّة إن كان في فلسطين أو لدى الشعوب المنكوبة التّي تُعاني من ويلات الاستعمار.[8]

لذلك، أطلقت بعض المؤسسات الفلسطينيّة مبادرات تهدف إلى حفظ تاريخ الشعب الفلسطيني، من خلال اتخاذ خطوات لحفظ الأرشيف عبر إقامة مبادرات متنوعة تسعى في الحفاظ على الأرشيف، من أبرزها:[8]

مؤسسة خزائن: بدأت هذه المؤسسة في عام في ٢٠١٦ بهدف بناء أرشيف يوثّق الحياة اليومية للفلسطينيين، وما عاشوه من حروب ومحن، من خلال تجميع مادة "الأفيمرا" مثل الملصقات، المنشورات، وغيرها من القصاصات القصيرة الأخرى التي تمثّل جزءًا من تاريخهم.

مبادرة آليّة الحفظ والنشر: تسعى بدورها إلى أن تصبح أرشيفا مجتمعيّا غنيّا ومرجعا للباحثين. تساهم المبادرة في تطوير قواعد بيانات مرجعية ، حيث تُحفظ المواد المجمعة في صناديق مقاومة للأكسدة لضمان استدامتها. عمل الفريق على تجميع ما يقارب ٦٠ ألف مادة، تشمل بين كتبا وملصقات، لإبانة وتوثيق التطوّرات الاجتماعية واليومية للناس من خلال الحكايات والروايات والقصص والمذكرات.[8]

المراجع

  1. ^ المعجم الوسيط
  2. ^ المعجم الغني
  3. ^ Derrida، Jacques (١٩٩٥). Archive Fever: A Freudian Impression. The John Hopkins University Press.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  4. ^ Derrida، Jacques (١٩٩٥). Archive Fever: A Freudian Impression. The John Hopkins University Press. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  5. ^ ا ب Derrida، Jacques (١٩٩٥). Archive Fever: A Freudian Impression. The John Hopkins University Press.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  6. ^ عروبة، عثمان (٢٠٢٠). العنف الأرشيفي الاستعماري.
  7. ^ شموط، بشار (٢٠٢٠). الإرث الفلسطيني المرئي والمسموع. بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
  8. ^ ا ب ج ياسر، عاشور (2019). "جدلية". جدلية. مؤرشف من الأصل في 2024-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2024-11-20.
Kembali kehalaman sebelumnya