عبد الملك الحوثي
عبد الملك بن بدر الدين الحوثي (22 مايو-1979) هو زعيم حركة أنصار الله الحوثيين في اليمن، وقد تولّى قيادة الحركة في عام 2006 بعد مقتل أخيه حسين بدر الدين الحوثي. النشأةولد عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة في عائلة متدينة، فجده أمير الدين الحوثي وشقيق جده الحسن بن الحسين الحوثي من رجال الدين المعروفين في المنطقة، وكان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية الذي تتلمذ على يدها العشرات من رجال الدين.[5] فكان عبد الملك يتنقل منذ صغره مع اهله ووالده الذي كان يتنقل في وسط أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية ولحل قضايا النزاعات بين الناس، ولم يدرس عبد الملك الدراسة النظامية، أو يحصل على أي شهادة علمية نظراً إلى عيشه في مناطق ريفية قد لا يتوفر فيها التعليم الحكومي، لكنه درس على يد والده الكتابة والعلوم الدينية وفق "المذهب الزيدي" في حلقات تدريس في مسجد القرية منذ سن مبكرة [6] وقيل إن والده خصص له منهجاً تدريسياً خاصاً عندما بلغ الثالثة عشر، فكان والده يقول عنه "طارقة" (أي "علامة") وإنه قطع شوطاً متقدماً في التحصيل الدراسي [7] وقيل إن عبد الملك قد تزوج وهو في سن الرابعة عشر. في منتصف التسعينيات ترك عبد الملك محافظة صعدة واتجه إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة «الشباب المؤمن» (التي عرفت فيما بعد بجماعة أنصار الله) وتأثر به كثيراً حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوة له، وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان آنذاك عضواً في البرلمان اليمني عن حزب الحق، وبالرغم من أنه كان حارساً لأخيه إلا أنه قيل إنه تعلم في صنعاء ثقافة المدن المختلفة عن ثقافة القرى، وتفتحت مداركه للانتماءات الحزبية والجغرافية والأيديولوجية والجانب السياسي، حسب ما ذكر «عابد المهذري» في مقالة صحفية له، وهو صحفي مقرب من الحوثي كتب سيرة ذاتية عن حياة عبد الملك.[8] حركة أنصار الله
توليه القيادةقامت الحرب الأولى بعد اتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله وتولى عبد الملك قيادة الحركة المتمردة على الحكومة اليمنية بعد مقتل مؤسسها أخيه حسين في 10 سبتمبر 2004 [8] حيث كان أحد القادة الميدانيين البارزين في الحرب مع الحكومة [9] وقبل أيام قليلة من مقتل حسين بدر الدين الحوثي تلقى عبد الملك منه رسالة مكتوبة تحتوي على توجيهات وخطط للمواجهات مع الحكومة، وقيل أن عبد الملك كان حينها يحاول مع جماعته فك الحصار الذي فرضه الجيش اليمني على اخية حسين الذي كان متحصناً في كهف جبلي يدعى «جرف سلمان»، حيث تمكنت وحدات من الجيش من قتل حسين الحوثي في 10 سبتمبر 2004 وتوقفت حينها الحرب الأولى، [10] وأنسحب عبد الملك مع رفاقه إلى منطقة جبلية على الحدود مع السعودية. تخفى عبد الملك في منطقة نقعة وتجمع معه أنصاره فيها واندلعت الحرب الثانية في الفترة (مارس - مايو 2005) قتل خلالها حوالي 200 شخص، وعرض الرئيس حينها علي عبدالله صالح على الحوثيين تسليم أنفسهم مقابل العفو عنهم، ورفض الحوثيين واستمرت المعارك والمناوشات وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدني وجرح 2,708 آخرين وخسائر اقتصادية تقدر 270 مليون دولار [11]، وسلم عبد الله بن عيضة الرزامي، القيادي في حركة الشباب المؤمن نفسه إلى السلطات اليمنية في 23 يونيو. السياسة الداخليةبدأت حركة الحوثيين الانتشار والتوسع منذ ثورة الشباب اليمنية حيث ان الحوثيين ساهموا فيها وقاموا بالسيطرة على محافظة صعدة والعديد من المعسكرات فيها وبدأوا بالتوسع نحو محافظة الجوف المجاورة لها، وشارك الحوثيين في الاعتصامات السلمية لشباب الثورة، وبعد توقيع القوى السياسية الرئيسية في اليمن على المبادرة الخليجية انتهج الحوثيين سياسة المعارضة للحكومة التي لم تثبت نجاحها على الواقع في اليمن، مما ساهم في زيادة شعبيتهم في اليمن[12] حيث أنهم لم يكونوا طرفاً فيها ولم يكن لهم وزراء في حكومة باسندوة المكونة حسب اتفاق المبادرة الخليجية بالرغم من وجود وزيراً للدولة في الحكومة محسوب على جماعة الحوثيين وهو حسن أحمد شرف الدين.[13][14] وقرر الحوثيين المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في مارس 2013م وقدم الحوثيين عدة مطالب لحل «قضية صعدة» منها اعترافاً رسمياً من الحكومة اليمنية لمحافظة صعدة وسكانها عن الحروب التي شنتها السلطات السابقة في المحافظة.[15] وساند الحوثيين الحراك الجنوبي وأبناء المحافظات الجنوبية ودعموا القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني حيث رفض الطرفين مشروع الدولة الاتحادية ذو الستة الأقاليم وطالبوا بإقليمين شمالي وجنوبي فقط،[16]، ويقال إن التقارب بين الحراك الجنوبي والحوثيين ناتج عن الدعم الإيراني للحراك الجنوبي وينفي الحراك الجنوبي أي تعاون مع إيران [17] ولا يخفي عضو لجنة الحوار الوطني عن جماعة «أنصار الله» عبد الكريم جذبان وجود علاقة بين جماعته والحراك الجنوبي والتي يصفها بـ«الجيدة» وأنها تجمع طرفين «تعرضا للظلم من قبل السلطة» بدليل وضع «القضية الجنوبية» على رأس جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني، وقضية صعدة كبند ثان.[18] علينا أن نبدأ جميعاً مع إخوتنا الجنوبيين خطوات متسارعة وجادة في معالجة وحل المشكلة الجنوبية حلاً عادلاً. وأنا أقول: وأتمنى أن يكون هذا أيضاً هو ما يؤمن به الجميع أن العدل هو الذي ينبغي أن يكون هو الأساس في حل أي قضية وأي مشكلة "ما فوق العدل هو ظلم، وما دون العدل هو ظلم" وينبغي أن نرضى جميعاً بأن يكون العدل هو الأساس الذي نُعَوِّل عليه.عبد الملك الحوثي .[19] التحالف مع علي عبد الله صالحلم يتجه الحوثيون نحو إقامة أي تحالفات داخلية معلنه وواضحة ورسمية مع أي مكون سياسي أو ديني في اليمن، غير ان هناك بعض التقارير والاخبار عن تحالف بين الجماعة وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ اندلاع الحرب في محافظة عمران بين الجماعة وخصومهم السياسيين في حزب التجمع اليمني للإصلاح والقبليين من قبيلة حاشد وأبناء الشيخ عبد الله الأحمر والعسكريين المواليين للواء علي محسن الأحمر، الذين ساهموا في ثورة الشباب اليمنية ضد نظام علي عبدالله صالح، ونتج عن ذلك التحالف سيطرة الحوثيين على محافظة عمران، وسهل لهم السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء.[20] مع أن ذلك التقارب ليس قائماً على أساس التقارب بين الطرفيين في الايدولوجيات أو التوجهات، إنما لتحقيق مصالح مشتركة للطرفين ونكاية بخصومهم حزب التجمع اليمني للإصلاح والعسكريين ممن أعلنوا تأييدهم للثورة الشبابية ضد علي عبدالله صالح وأسسوا تحالف موسع «أنصار الثورة الشبابية».[21] وقال الناطق الرسمي لجماعة انصار الله محمد عبدالسلام حينما سُئل عن حقيقة تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في السيطرة على صنعاء والمحافظات الأخرى فقال:
وعند تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء.[23] رفض الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبد الله صالح ذلك، ووصف المؤتمر بن مبارك بالمتطرف ووصف «عبد الملك الحوثي» تعيين ابن مبارك بالـ«قرار الخارجي» وقال:[24] «أي رئيس وزراء ترشحه سفارات أجنبية وتفرضه ويتخذ بشأنه قرار وفق املائات من سفارات أجنبية سيرى في المستقبل ان المنة عليه لتلك السفارات التي قدمته ورشحته وفرضته وانها هي التي اوصلته إلى رئاسة الحكومة ثم بالتأكيد لا يستطيع ان يقف تجاه إملائاتها هي فيما يضر بأمن هذا البلد ولا يتوافق مع مصالح البلد، قد يكون ضعيفا امام إملائاتها لأن لها عليه المنة»
انقلاب الحوثيونبعد اتفاق المبادرة الخليجية عام 2012، وُجدت في اليمن رئاسة وحكومة لا تملك إرادة سياسية لتحقيق الإصلاحات والتغييرات السياسية والاقتصادية المتوقعة وكل قرارتها منذ 2012 كانت إعادة توزيع الأدوار بين النخب المتصارعة، المشاركة في الحكومة [25]، استثمر الحوثيون النقم والإحباط الشعبي وهيمنة حزب التجمع اليمني للإصلاح لصالحهم، ونجحوا في التحول من «متمردين» إلى لاعب سياسي شرعي بعد مؤتمر الحوار الوطني ولكنهم لم يكونوا سعداء بالتقسيم الفيدرالي إلى ستة أقاليم وليسوا الوحيدين، واعتقدوا أنهم سيشاركون في الحكومة وهو مالم يحدث، فطالبوا بتغيير الحكومة والتظاهر ضد الفساد وسوء الإدارة وانعدام الخدمات العامة وهي نفس صيحات المتظاهرين عام 2011. وعندما قامت حكومة الوفاق برفع الدعم عن المشتقات النفطية حيث بلغ سعر لتر البنزين 200 ريال يمني بعد أن كان بـ125 ريال فقط وبلغ سعر اللتر من مادة الديزل 195 للتر بعد أن كان سعر اللتر بـ 100 ريال.[26] دعا عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله إلى اعتصامات واحتجاجات منددة بقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، واحتجاجاً على ما يرونه فساداً وانعداما للفعالية في حكومة باسندوة وتباطؤًا في تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وجاءت الاحتجاجات بعد معركة عمران 2014 التي سيطر الحوثيون فيها على محافظة عمران ومقر اللواء 310 مدرع الذي يتمركز في المحافظة. أقام الحوثيين عدة مخيمات للاعتصام في جميع مداخل صنعاء في حِزيَّز جنوباً، وشملان وحي الجراف وهمدان شمالاً، وكان عبد الملك يلقي العديد من الخطابات لتوجيه أنصاره بالخطوات القادمة والمراحل التصعيدية للاحتجاجات ضد الحكومة، في 18 أغسطس 2014، حشد الحوثيون مظاهرات في صنعاء منددة برفع الدعم عن المشتقات النفطية وسبقها تهديد من «عبد الملك الحوثي» بـ«إسماع الحكومة لغة تفهمها» مالم تستجب لمطالب المحتجين.[27] أرسلت الرئاسة وفداً للتفاوض مع «عبد الملك الحوثي».[28] الناطق الرسمي محمد عبد السلام قال أن الوفد الحكومي الذي توجه إلى صعدة قدموا لهم عروضا لـ«بيع الشعب» والقبول بصفقات، فردوا عليهم أنهم ليسوا طلاب سلطة ويريدون حكومة تكنوقراط لا يتحكم فيها نافذين.[29] في 8 سبتمبر 2014، خطب عبد الملك الحوثي قائلاً:[30]
وفي 21 سبتمبر، اقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر وجامعة الإيمان ولكنهم لم يتوقفوا هناك بل سيطروا على مؤسسات أمنية ومعسكرات ووزارات حكومية ومنشآت هامة في وسط العاصمة دون مقاومة من الأمن والجيش، وأقتحموا قصور علي محسن الأحمر وحميد الأحمر. وجرى بعدها التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بين «أنصار الله» والمكونات السياسية الأخرى [31] ونقل الحوثيون ترسانة عسكرية من مقر الفرقة الأولى مدرع إلى مكان مجهول. واتهم قياديين في حزب الإصلاح الحوثيين باقتحام منازلهم ونهبها وقال قيادي للحوثيين إسمه «يحيى أبو عواضة» أن عبد الملك الحوثي شكل لجنة لإصلاح ماحصل وماقد ِيحصل من «اختلالات وتصرفات غير مسؤولة».[32] وأشار علي البخيتي إلى وجود «متحوثين وملكيين أكثر من الملك» يسيئون إليهم بهذه الأخطاء وتبريرها.[33] وهو مايعيد التساؤل حول طبيعة أنصار الله كـ«تنظيم»، فهم أشبه باتحاد قبلي كبير يضم أطيافا متعددة تقاتل لغايات مختلفة وبالكاد يسيطر «عبد الملك الحوثي» على «القيادات الميدانية» فالقيادة المركزية ضعيفة وليست هرمية وواضحة.[34] في 23 سبتمبر، احتشد عدد كبير في ساحة التغيير بصنعاء للاستماع لخطبة «عبد الملك الحوثي» والتي ألقاها من صعدة بمناسبة انتصار الثورة. ووجه عبد الملك معظم خطبته للداخل اليمني وتمحورت حول «الشراكة ونبذ الاقصاء» وجزء من كلمته كان موجها لحزب التجمع اليمني للإصلاح لـ«لاخاء والسلام والتفاهم» ومما جاء في كلمته:[35] «هذه الجهود المتظافرة صنعت هذا الانجاز. اتفاقاً وطنياً وصيغة سياسية وعقداً جديداً يبنى عليه بناء حكيم وبنيان يمني أصيل، تدار به شؤون هذا البلد إن شاء الله. أيضا من الانجازات المهمة لهذه الثورة أنها أزالت عقبة كبيرة وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة، ذلك العائق كان متمثلاً في أكبر وأخطر قوى النفوذ المتغلغلة في المؤسسات والنافذة في البلد بقيادة علي محسن الأحمر الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب ويتحالف مع بعض القوى الخارجية بغية الاخضاع لهذا الشعب والهيمنة على قراره. واليوم وبعد هذا الانجاز المهم، بات الطريق معبداً والباب مفتوحا أمام شعبنا، كل شعبنا بكل مكوناته لرسم مستقبله وفق تلك الأسس الصحيحة القائمة على أساس الشراكة. هذا يتطلب إرادة وتصميماً واستمرارية وصدقاً وإحساساً مستمراً بالمسؤولية وعزماً وصبراً وجدية من جميع المكونات .اليوم بات بالإمكان أن تتحول الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة مع استرضاء الملاك للأرض وتعويضهم والاسم اللائق هو حديقة الحادي والعشرين من سبتمبر.[ملاحظة 1]»
عقوبات دوليةفي 8 يونيو فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبد الملك الحوثي وأحمد علي عبد الله صالح، ونصت العقوبات على منعهم من السفر و«تجميد الأصول المالية»، وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216.[36] ويشمل قرار مجلس الأمن حظر توريد الأسلحة والعتاد ووسائل النقل العسكرية، لعلي عبد الله صالح ونجله أحمد وعبد الملك الحوثي وعبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم (أبو علي الحاكم)، وكافة الأطراف التي تعمل لصالحهم أو تنفيذاً لتعليماتهم في اليمن، [37] وطالب القرار الدول المجاورة بتفتيش الشحنات المتجهة إلى اليمن في حال ورود اشتباه بوجود أسلحة فيها، وطالب الحوثيون بوقف القتال وسحب قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بما في ذلك صنعاء. ويدعو نص القرار جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة في مؤتمر من المقرر عقده في العاصمة السعودية الرياض تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي.[38] السياسة الخارجيةتتسم سياسية عبد الملك الحوثي الخارجية والتي تظهر أثناء خطاباته الموجهة للخارج بأنه بنفس الاتجاه الذي تسير عليه الحركات والدول التي تعرف بمحور المقاومة المعروفة بمعارضتها للولايات المتحدة واسرائيل والدول الغربية. الإعلامبعد تولي عبد الملك الحوثي قيادة جماعة الحوثيين اهتم كثيراً بالجانب الإعلامي لجماعته والذي كان شبه غائب تماماً في فترة بداية نشائه الجماعة فأنشاء العديد من القنوات الفضائية وكان أبرزها قناة المسيرة التي أُطْلِق أول بث تجريبي لها في 23 مارس 2012 [39] وبالإضافة إلى القنوات الفضائية أنشأ الحوثيون العديد من المحطات الإذاعية الخاصة بهم مثل إذاعة سام أف إم[40] وكذلك العديد من المواقع الإخبارية. ملاحظات
مراجع
في كومنز صور وملفات عن Abdulmalik Alhouthi. |